هناك سؤال مهم يواجه كل من يكتب هو:
لماذا تكتب؟
و الواقع أن الرغبة في الكتابة - في اعتقادي - هي صورة من صور الرغبة في التعبير و البوح عما في النفس من الأفكار و المشاعر، و هذه الرغبة خصلة جبلية في كل إنسان.
فهي من هذا المنطلق لا تحتاج إلى أي سبب حسي أو ملموس، بل هي سلوك طبيعي تماماً و لا يحتاج إلى تعليل.
هل تقصد أن كل الناس يجب أن تكتب!
بالطبع لا، و لكن الكتابة صورة من صور التعبير و الرغبة في البوح بالأفكار و المشاعر، و هذه تكون بالكتابة و تكون بغيرها.
فالكلام هو أبسط الصور و يشترك فيه الناس كلهم تقريباً، فهم إذا أرادوا ايصال فكرة أو إحساس لديهم تكلموا ولو كان هذا الكلام بينهم و بين أنفسهم فقط !
و الكتابة صورة أخرى من صور التعبير و لكنها مع ما فيها من المشقة إذا قورنت بمجرد الكلام، أرقى من التعبير باللفظ المجرد فهي تحتاج إلى شيء من المهارة و حسن الأسلوب و القدرة على ايصال الفكرة المنشودة.
قد يقول قائل: إن الناس تكتب لأغراض كثيرة منها على سبيل المثال : التواصل و التأليف و التعليم و غير ذلك.
أقول: نعم ، و لكن هذه الأغراض تؤول في النهاية إلى الرغبة في التعبير أو في قول شيء ما.
و الغاية من تدوينتي هذه هي أن الكتابة لا يجب أن تكون لهدف واضح يمكن قياسه أو محاكمة الكاتب بناءاً عليه، كالإصلاح أو التعليم أو التوعية أو رفع الظلم ( و إن كانت هذه من الغايات العظمى لكل من يكتب)
إنما هي ببساطة رغبة عند الكاتب ليقول شيئاً في خاطره و هذا يكفي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق