نحن و الأيام



كنت و أنا طالب أحس بأن الأيام بطيئة جداً، و أنظر دائماً إلى نهاية الفصل الدراسي فأقول في نفسي     يا الله ...

هذا الفصل لن ينتهي!

بالنسبة لي كانت الأيام التي أقضيها في بداية الفصل و قبل أن تبدأ حمّى الاختبارات، سريعة بعض الشيء.


لكن ما إن تبدأ الاختبارات الفصلية - وهي تبدأ عادة في الأسبوع السادس- يكون كل يوم في الكلية كأنه أسبوع!


و كلية الهندسة تعتمد في أغلب موادها اختبارين فصليين لكل مادة إضافة إلى الاختبار النهائي مما يعني أن الطالب لن يرتاح إذا بدأ السباق إلا بنهايته.


تخرجت من الكلية و لله الحمد، ومكثت فترة يسيرة ثم توظفت في وظيفة جيدة ، و هنا بدأت الأمور تتغيّر.


أصبحت الأيام سريعة جداً، لا يكاد يبدأ الأسبوع حتى تأتي إجازة نهاية الأسبوع، و العكس صحيح أيضاً.


سألت نفسي كعادتي لماذا؟

اليوم هو اليوم ، أربع و عشرون ساعة لم تزد و لم تنقص، فما الذي تغير؟

الحقيقة أن الذي تغير هو أنا.

كنت دائماً أنظر إلى نهاية الفصل أو السنة و أريدها أن تأتي في أقرب وقت حتى أستريح من عناء الدراسة.
فأنا أريد التخلص من عناء الدراسة في الكلية و ما تسببه لي من ضغط، خاصة إذا اشتدت حمى الاختبارات، و هذا يفسر أحساسي بسرعة الأيام بعض الشيء قبل بدايتها.

أما الآن فقد أصبحت الأيام متشابهة و الحياة رتيبة و ليست هناك غاية مرتبطة بزمان محدد حتى استعجل الوصول إليها.


فعادت الأيام إلى سيرها الحقيقي و سجيتها الطبيعية و هي السرعة بل السرعة الجنونيّة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

طارق 1990 تصميم بلوجرام © 2014

صور المظاهر بواسطة lisegagne. يتم التشغيل بواسطة Blogger.