فعال غير مفيد و مفيد غير فعال!

نرى في واقعنا المعاصر أشخاصاً لهم أفكار نيرة، و قيم أصيلة، و منهج معتدل، و رسالة سامية في هذه الحياة.

و على الجانب الآخر نرى أشخاصاً هم عكس ذلك تماماً !

فلا فكر و لا رسالة و لامنهج. 

و ليس هذا بالعجيب على كل حال، فإن الدنيا فيها جميع ما يمكن تصوره من أنماط البشر و ممارساتهم.


لكن العجيب و الله، أن يكون الصنف الثاني من الناس هم الذين يعملون و ينجزون و يطغون على الساحة في المجتمع و كأن الآخرين أصبحوا غير موجودين!


تجد الشباب من أصحاب الفكر السليم و الرسالة الهادفة  و ليس لهم من الأعمال و الإنجازات إلا الشيء القليل الذي لا يمكن أن ينهض بالأمة أو أن يسد الثغرة و يجبر النقص.  


بينما تجد غيرهم من التافهين الذين ملؤوا الساحة في الفضائيات و وسائل التواصل الاجتماعي و هم كالأعلام في رؤوسها شعل النار، و كالقادة العظام الذين سطروا الانتصارات و نهضوا بالأمم و أقاموا الحضارات.


المجتمع يتحمل جزءاً كبيراً من هذا الأمر، فهو الذي صفق لهؤلاء و زمر و رفع من شأنهم و جعلهم قدوات و نماذج يجب أن تحتذى .


و لكي تكون المسألة صحيحة يجب أن ننظر أيضاً إلى الجانب الآخر من القضية و هم الشباب الصالحون أنفسهم. 


قال العبقري الفاروق: "اللهم إني أشكو إليك عجزالثقة و جَلَد الفاجر". ( هذا القول بمعناه لا بألفاظه)

يحدث هذا الأمر كثيراً و للأسف!
في كثير من الأحيان يكون هذا الأمر مبني على عدم اهتمام أو زهد من جانب هذا ( الثقة ) على حد تعبير عمر.
و هو في هذا الباب غالباً معتمد على حسن عاقبته و مثالية أحلامه التي تخبره أنه لا يصح إلا الصحيح و أن الرغوة تحتها اللبن الصريح.

أرجو اعتدال الصورة و أن يرى الشباب المؤمل فيهم أنفسهم مسؤولين عن هذا الأمر و لو جزئياً حتى يحدث التكافؤ و تعتدل كفتا الميزان.


قال الشاعر: 

        و ما نيل المطالب بالتمنّي            و لكن تؤخذ الدنيا غلاباً

  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

طارق 1990 تصميم بلوجرام © 2014

صور المظاهر بواسطة lisegagne. يتم التشغيل بواسطة Blogger.