كثرت برامج التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة حتى أصبحت لا تحصى، ما بين تواصل نصي و صوتي و بالصور و بالفيديو ...الخ.
رأينا فيها المجتمع على حقيقته والناس بلا زيف، و أصبحت هذه البرامج هي المرآة الحقيقية للشعب التي لا تخبئ العيب و لا تزخرف السلعة.
هذه الوسائل بالنسبة للمسؤول الذي يهمه الحق و الذي يحرص على التطوير صارت خيراً من ألف صندوق للشكاوى و الاقتراحات، يستطيع من خلالها أن يعرف شكاوى الناس الحقيقية و التي لا تطالها يد العبث و التزويق، و هذا من أكبر فوائدها.
لكني أحب في تدوينتي هذه أن أتحدث عن الشعب أو عن المواطنين العاديين أنفسهم، ماذا قدمت لهم هذه الوسائل و كيف أفادوا منها؟
و الحقيقة أن جلّ الشعب يستخدمها في أمور شبه تافهة، أغلبها كلام لا يقدم و لا يؤخر لا أراه ينفع أصحابه ولا المجتمع، تصوير لمناظر عادية و مأكولات و مشروبات تملأ البطون و تفرغ العقول، أو مهاترات و نقاشات لا تثري أصحابها ديناً و لا دنيا أو سؤالات يومية ما بين "صباح الخير، مساء الخير، كيف الحال..."، ثم ماذا؟
أنا لا أهاجم التواصل البريء الذي يسأل به الأصحاب بعضهم عن بعض، فهذا يكفي فيه رسالة أو رسالتان، ولكني أعرف الواقع الذي نعيشه و هو صرف الناس للوقت كله في هذا اللت و العجن من غير كبير فائدة!
إضافة إلى أن المجتمع لم يعد يسرّ شيئًا أو يخبئ خبيئة ف"الغسيل منشور و الكل شايف"!
هل هذا يعكس فراغ الشعب و خواءه الفكري و المعنوي؟ أم يدل على أن هذا هو المنبر الوحيد الذي يحق للناس فيه أن يفعلوا ما يشاؤون بلا حساب؟ الله أعلم.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق